لا تشعل ناراً لا تستطيع إطفاءها


لا تشعل ناراً لا تستطيع إطفاءها
(مثل صيني)

هكذا تفاعل والحياة .. ظن أنه يستطيع أن يسيطر على أي لهب ..


أليس عمله هو ذاك في بلد التائهين؟؟ .. مرت سنين وأضحى كهلاً ، وكان متنبهاً متيقظاً، كلما مر بنارٍ أطفأها.


لم يعد يذكر كم من الحرائق التي تودي بغيره وقد احتضن شعلتها وقدمها هدية للماء العذب من نبع إيمانه الجديد.


مر يوماً بمن ظنه طفلاً - فقد ضَعُف بصره وسمعه - ولم يدرك أنه إنسان قصير كان يشعل ناراً

أومأ للكهل وصرخ، ظن الكهل للوهلة الأولى أنه يناديه لإطفائها، فسكب قليلاً من الماء الذي بجعبته دوماً .. فبكى (الطفل ) !!

قال : لا تبك ، حسناً سنشعل النار معاً ، وسور ناراً .

لم يدرك لضعف بصره أنه قد أحاط نفسه بين نارين، وأنه والطفل المزعوم، باتا معا في سور نار ظن الكهل أنه قادر على إطفائها وهي تأكل مابين قدميه.

لم يعد يدرك أهو من قتل الطفل المزعوم أم الطفل قتله أم أنه محض مشروع عذاب فاشل لذلك الذي أشعل النار الأولى الذي اعتاد الجلوس في سنا اللهيب .. لكنه بالتأكيد أحرق ولم ينقذ لأنه أشعل نارا لم يعد قادرا على إطفاءها.

إن الدعاة أحياناً يتصورون أنهم يملكون الايجابية وأن ما أمامهم لا يملك برنامجا، يحسب أنه سلبيا ترسخ لديه، وأن الداعية كما يقدم البرنامج الإيجابي فهو معروض عليه تأثير الجانب السلبي، قد يرى بعض الناس بمسايرة الفكرة السلبية لإسقاطها، لكن هل فكروا بأنهم سيكونوا عرضة للفتنةيوماً لأنهم بشر. عندها قد يؤذوا أنفسهم ومن حاولوا أن ينقذوه، ما لم يتبنوا البرنامج المضاد الذي يحمل وجهة نظر أخرى.

تلك حكاية الإنسان والنسبية في الواقع وليس في عالم الأفكار مثالي النظرة… عندها سيكون الألم مع الإحساس بالعجز، ويصبح المصلح بحاجة إلى إصلاح.
م. محمد صالح البدراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق